تعج محاكم الأسرة والطفل بالكثير من حالات الخلع الغريبة والمستغربة، ولكنها في طبيعتها وقائع حقيقة، أقدمت مقيمتها على إنهاء الحياة الأسرية، متخذة منها طوقًا للنجاة، سواء كان سببًا مبررًا أو كان إدعاءًا من أجل الخلاص، من حياة ربما قد انتهت بالفعل، ولم يبقى سوى هذا الحل لانهائها.
ومن بين هذه القصص والحكايات التي ربما قد يستغربها الجمهور عند سماعها بل القضاة أنفسهم، التي قد يكون بعضها طريفًا وغريبًا أو تافهًا، تلك الدعوى التي رفعتها إحدى السيدات ضد زوجها، قائلة:
«زوجي قنبلة غازات لقد أصابني بالغثيان، والقيء من سوء تصرفاته، وإصدار أصوات غريبة من المفترض أن يكون مكانها الطبيعي في دورة المياه».
وأوضحت الفتاة في الدعوى أمام المحكمة، والتي يبدو عليها أنها قد أصيب بداء القرف، بأنها اكتشفت بعد زواجه من زوجها بفترة بسيطة بأنه يصدر أصواتا غريبة ومقززة للنفس وبشكل غير طبيعي سواء كان نائمًا أو يقظًا، وبالرغم من عدم اهتمامها في بداية الأمر، إلا أن تصرفاته ازدادت سوءًا.
حيث أخذ يصدر هذه الأصوات متعمدا دون خجل أو إحراج، فطلبت منه أن يبحث عن علاج أو يذهب لطبيب لشعورها بالقيء والغثيان من تلك الأصوات، والتي كادت أن تصيبنها بالاختناق أيضا، لكنه عنفها ووبخها، واعترض على مناقشته في هذا الأمر، فنشبت بينهما مشاجرة، تركت على إثرها المنزل، وتطور الأمر إلى طلبها الخلع.