يبدو أن واشنطن لن تمرر صفقة مقاتلات الرفال الفرنسية الأخيرة لمصر دون عقبات وتصر بشكل غريب على عرقلتها بعدم تصدير المكون الأمريكي لتسليح الطائرات وهو صواريخ كروز ” SCALP EG ” والذي جعل باريس عاجزة عن الوفاء بالصفقة المبرمة بين مصر وفرنسا مما يهدد الصفقة بالإلغاء، فما هي دوافع الولايات المتحدة الحقيقية لمنع هذه الصفقة؟ ما سر هذه الصواريخ حتى تعنت واشنطن في تسليمها بهذا الشكل؟
بحثنا عن ماهية هذه الصواريخ فوجدنا ما يستحق إمعان النظر والتفكير فيه ملياً وهو أن هذا الصاروخ يتميز بما يلي:
- هو صاروخ جوّال فرنسي – بريطاني – إيطالي مشترك من إنتاج الشركة الأوروبية “MBDA ” لصناعة الصواريخ، ودخل الخدمة لدى سلاح الجو البريطاني باسم ” ستورم شادو أو ظل العاصفة” بينما يُعرف لدى سلاح الجو الفرنسي باسم ” سكالب إي جي SCALP EG ”
- بدا تطوير الصاروخ عام 1996 و دخل الخدمة العسكرية لأول مرة فى عام 2002 .
- الصاروخ ستورم شادو هو صاروخ كروز دقيق ومتخفي بعيد المدى و تم تصميمه لكى يطلق من على متن الطائرات الأوروبية.
- تم تطوير الصاروخ في الأساس عن صاروخ كروز الفرنسي القديم ” اباتشي Apache ” الذي يحتوي على القنابل العنقودية المضادة للممرات
- ولكن يختلف السكالب عن صاروخ اباتشى في رأسه الحربي الثقيل الخارق للتحصينات الذى يصل مداه 140 كم ، بينما يصل مدى سكالب إلى 560 كم .
- تم تصميم هذا الصاروخ لتدمير التحصينات القوية كمراكز القيادة والملاجىء ومخازن الذخيرة ومراكز الاتصالات و القواعد العسكرية الجوية والموانئ البحرية وأيضا السفن والغواصات والجسور.
- يعمل الصاروخ على متن المقاتلات الفرنسية كالرافال و ميراج 2000 بالإضافة إلى المقاتلات السويدية كجاس 39 و جريبن و مقاتلات تورنادو البريطانية كما عمل على مقاتلات يوروفايتر تايفون الأوروبية في عام 2015 و مقاتلات اف-35 الأمريكية .
- يبلغ طول الصاروخ 5.1 متر وقطره 0.48 متر ويزن 1.3 طن ويحتوي الصاروخ على رأس حربي متعدد المراحل زنة 450 كم ينفجر عند وصوله اله إلى هدفه، فمقدمة الرأس الحربى تتكون من شحنه اختراقيه تليها القنبلة ليصبح الصاروخ قادراٌ على اختراق التحصينات المدفونة والطبقات الأرضية.
- .يعتبر من الصواريخ التي تعمل بنظام ذاتي التوجيه عن طريق الأقمار الصناعية وباحث رادارى وذلك منذ لحظة انطلاقه من الطائرة إلى أن يصيب هدفه ، أي أن الصاروخ يتولى توجيه نفسه وهذا النظام للصاروخ يعطى الصاروخ القدرة على مقاومة التشويش دون المخاطرة بإدخال الطائرات إلى المناطق التي تكون قد تم حمايتها بوسائل الدفاع الجوي جيدا .
- يستطيع الصاروخ العمل في جميع الظروف البيئية والارتفاعات المختلفة وجميع أحوال الطقس.
- قدرته على التدمير الذاتي عند نقطة يختارها بنفسه للاصطدام في حالة عدم القدرة على إيجاد الهدف أو وجود مجازفة كبيرة في أحداث أي أضرار جانبية أخرى .
- يصل مداه إلى 560 كم وسرعته القصوى الى1000 كم / ساعة .
* النسخة بلاك شاهين Black Shaheen “ :
وهي نسخة ” خاصة ” حصلت الإمارات منها على 600 صاروخ ليعمل على مقاتلات ميراج -2000- في سلاحها الجوى وكان ضمن تجهيزات الحزمة التسليحية للمقاتلة رافال التي تعاقدت عليها القوات الجوية المصرية ، ومن حيث يبلغ مداه ما يزيد عن 250 كم لكنه في الحقيقة يصل إلى 500 كم وبسبب عامل الجاذبية الأرضية والضغط الجوي اخفت كلا من فرنسا وبريطانيا قدرة الصاروخ على الانطلاق من ارتفاعات مختلفة وتغيير الاتجاه حسب الظروف والتهديدات المحيطة وبالتالي كانت تلك ثغرة سمحت بتمرير تصديره من اتفاقية MTCR التي تمنع تصدير صواريخ مداها اكبر من 300 كم .
* النسخة البحرية ” SCALP Naval / MdCN ” :
قامت شركة MBDA لاحقا بتطوير نسخة بحرية من الصاروخ تحت مسمى ” MdCN ” كم يعرف أيضا باسم ” SCALP Naval ويعمل على فرقاطات فريم ومُستقبلا على غواصات باراكودا الفرنسية حيث يتم أطلاقة من خلايا الإطلاق الرأسي للصواريخ .
- كما يمتلك الصاروخ منظومة الملاحة تعمل بالأقمار الصناعية والقصور الذاتي ونظام للطيران على ارتفاعات شديدة الانخفاض يصل مداها الى 11 متر للاختفاء عبر الدفاعات الجوية وانظمه الرادار بالإضافة إلى كاميرا طبوغرافية تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتصوير الهدف وتحديد الإصابة بدقة عالية .
- يصل مدى الصاروخ إلى ما يزيد عن 1000 كم و قدرة هائلة على اختراق التحصينات والملاجىء حتى 10 متر من الخرسانة أو 45 متر من الأتربة والصخور المعتادة ،ودخل في تسليح الفرقاطة الفرنسية فريم التي تسلمتها البحرية المصرية عام 2015 وبالتالي من غير المعروف هل خضع لتعديلات تخفيض المدى للسماح لتصديره لمصر أو لا .
- الفرق بين الصاروخ Storm Shadow ومثيله الفرنسي Scalp EG.
- لا يوجد اختلاف بين الصاروخين من حيث التصميم أو النظام الإلكتروني ولكن وجه الاختلاف بينهما يكمن في بعض القطع والأجزاء التي يتم تركيبها في كل منهما لتلائم الطائرات الفرنسية أو الإنجليزية على حسب الطائرة
- تم إطلاق ما يقرب من 27 صاروخ من على متن الطائرات الانجليزية أثناء عملية غزو العراق سنة 2003.حيث كانت هذه العملية هي أول عمليه يستخدم فيها الصاروخ في عملية عسكريه حقيقيه.
اذن فامتلاك صواريخ السكالب سيمنح القوات الجوية المصرية قدرات هجومية غير مسبوقة ضد أي تهديدات أو هجمات عدائية محتملة تكون عالية الخطورة، وسيمنح تسليح مقاتلات الرافال المصرية بهده الصواريخ القدرة على الوصول و ضرب الأهداف ذات الأهمية الإستراتيجية بشكل أفضل من ذى قبل وهذا مالا تريده واشنطن بان تكون مصر اكثر تفوقا على إسرائيل التي تعهدت بحمايتها وتفوقها العسكري قي المنطقة.