حق منع الرجل زوجته من العمل من الأسئلة الشائعة في الاونة الأخيرة، وانقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض، ولكل فريق مبرراته، فالمؤيدين يرون أنه من حق الرجل إذا تعارض عمل زوجته ووظيفتها مع دورها الهام بالمنزل في إدارة شؤونه و تربية الأبناء، وتلبية متطلبات الحياة الأسرية، أما الفريق الاخر فلا يجد اي حق للزوج في إجباره لزوجته في ترك العمل، ويبررون ذلك في أنه طبقًا للدستور لا يحق التفرقة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة .
دار الافتاء تحسم الجدل حول حق منع الزوج لزوجته من العمل
ومؤخرًا حسمت دار الإفتاء الجدل الدائر والمنتشر بشان هذا، حيث قال الشيخ «أحمد ممدوح»، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن المرأة لها ذمة مالية مستقلة وليس لأحد أن يأمرها بإنفاق مالها أو وضعه فى شئ فى غير موضعه، مضيفًا إنه ليس واجبًا على المرأة أن تساعد زوجها على الإنفاق لأن المسؤول على الإنفاق هو الزوج وإن أنفقت على المنزل فهذا يكون فضل منها وتكرم .
لا يجوز للزوجة أن تنزل للعمل بغير إذن زوجها
وأضاف «ممدوح» ، في لقاء ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع عبر فضائية «الناس»، فى إجابة على سؤال ورد اليه مضمونة : “هل يجوز للزوج أن يمنع زوجته من العمل؟”، ان الزوج له مطلق الحرية فى أن يمنع زوجته من أن “تعمل أم لا”، كما يجب عليها أن تطيعه ولا يجوز لها أن تنزل للعمل من غير إذنه وإلا تعتبر ناشزا فى أحكام الفقة والقانون أيضًا.
رأي مجمع الفقة الإسلامي
وقد وافق رأي مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، ما جاء في حكم دار الإفتاء المصرية، من حيث كون الزوجة لها ذمة مالية منفصلة، وكذلك عدم وجوب النفقة عليها كليًا أو جزئيا في وجود الزوج سواء كانت تعمل أو لا تعمل، كما يجوز لها ان تشترط في عقد الزواج أن تعمل خارج البيت فإن رضى الزوج بذلك ألزم به، ويكون الاشتراط عند العقد صراحة .
خروج الزوجة للعمل دون علم زوجها
وقد ورد في فتوى عن حكم خروج الزوجة للعمل دون إذن زوجها، أنه لا يجوز شرعًا، حيث أن دور الزوجة هو رعاية الأطفال وتربيتهم، وإنشاء جيل يتحلى بمكارم الأخلاق والفضيلة والسماحة، إذا دعت الحاجة إلى عمل المرأة خارج المنزل يجوز ذلك، بشرط أن يتناسب مع طبيعتها واختصاصها، كما يجب أن تخطر زوجها وتحصل على موافقة صريحة منه .
ضوابط خروج المرأة للعمل
- أن يكون العمل مباحا ً .
- أن يكون الخروج لحاجة شخصية أو حاجة المجتمع .
- عدم التقصير في حق الزوج أو الأولاد .
- ملائمة العمل لطبيعة المرأة .
- الالتزام باللباس الشرعي .
- عدم مس الطيب أو العطر .
- الاعتدال في المشي .
- أمن الفتنة في الطريق وفي مكان العمل بحيث يؤمن أن تفتن أو يفتتن بها .
- عدم الخلوة أو الاختلاط بالرجال .
الذمة المالية للزوجة
يقر الشرع ذمة مالية منفصلة لكلا الزوجين، فكما للزوج ذمته المالية، فيحق للزوجة أن تكون لها نفس الحق، والدليل .. قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كلُّ أَحَدٍ أَحَقُّ بماله مِن والدِه ووَلَدِه والناسِ أَجمَعِينَ»، وعليه فلا يترتب على الزواج ادماج الأموال السائلة والمنقولة لكلا الزوجين إلا بالتراضي .
رأي بعض النساء في خروجهم إلى العمل
علق بعض النساء على فتوى خروج المرأة للعمل، مؤكدين أن معظمهم لا يريدون الخروج للعمل، لولا حاجة المنزل لدخل إضافي، وهذا ما دفعهن للنزول للعمل، فالعمل يمثل ضغط على المرأة،يضاف لأعمال المنزل، ومنها ضغوط النزول إلى الشارع وزحمة المواصلات وضغوط العمل، موضحين أن خروجهم ليس نزهة أو تسلية .
مساندة الزوجة لزوجها في المحن
أحد الصفات التي يحث عليها الإسلام للزوجة هي تقديمها المساندة والعون لزوجها، ومن أروع الأمثلة على ذلك، وقوف السيدة خديجة مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقد آذرته وساندته بمشاعرها وحبها ومالها وحسبها ونسبها، فهي قدوة للنساء المسلمات، وقد أثنى الشاعر على المرأة المساندة لزوجها في الأبيات التالية :
وزوجة المرء عون يستعين به .. على الحياة ونور في دياجيها
مسلاة فكرته إن بات في كدرٍ .. مدّت له تواسه أياديها
في الحزن فرحته تحنو فتجعله .. ينسى آلاماً قد كان يعافيها
هل يجوز للأرملة الذهاب للعمل في فترة العدة ؟
وردًا على سؤال حول جواز نزول الأرملة للعمل بعد وفاة زوجها، أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بحق المرأة في النزول للضرورة في فترة العدة، وفي حال وقوع ضرر عليها في عملها لغيابها عنه لطول فترة العدة فيجوز لها الذهاب للعمل ولا سيما إذا كانت هي العائل الوحيد للاسرة، موضحًا أن الشرع يحتم مكوث المرأة في بيت الزوجية 4 أشهر و10 أيام، فلا يحق لها الخروج إلا للأمور الضرورية مثل قضاء احتياجات منزلها أو لعملها والذي لا تستطيع أن تتغيب عنه.
وإقرأ معنا :
دار الإفتاء تحسم الجدل حول الحجاب .. فيديو
دار الإفتاء المصرية تطمئن المسلمين : هذه الأفعال لا تبطل الصيام
بالفيديو | الإفتاء تحذر من فعل يرتكبه الشباب عند لعب كرة القدم