القاهرة – محمد علي :
عام بعد الأخر تزداد الفجوة بين الأهلي وبين الزمالك في كل شيء، قصة “القطب الواحد أو الأوحد” أصبحت أكثر واقيعة الآن من قصة “القطبين” والتي تبدو أنها قد اقتربت من أن تنافس قصص الخيال العلمي والأساطير الفرعونية القديمة وخاصة بعدما تذكر لنا الإحصائيات بأن الأهلي لم يخسر أمام الزمالك منذ قرابة الـ3600 يوم في بطولة الدوري، نعم الرقم يبدو ضخم بعض الشيء ولكنه صحيح بنسبة 100%.
شخصيًا لديه قناعة بأن من مصلحة المشاهد أولًا ومن مصلحة كرة القدم المصرية ثانيًا أن يعود الزمالك من جديد بطلًا متوجًا ومنافسًا قويًا للأهلي على البطولات المحلية والأفريقية، ومن مصلحة المشجع الأهلاوي كذلك أن يعود خصمه من جديد حتي يرفع من نسق المنافسة المحلية فينعكس ذلك بشكل إيجابي على الأهلي في بطولة أفريقيا والتي غابت عن القلعة الحمراء في السنوات الخمس الأخيرة.
ولنفهم الحديث السابق، يجب علينا أن نذكر المثال الأشهر في التنافس في أي لعبة جماعية وهو “الكلاسيكو”، كلاسيكو إسبانيا بالتحديد “ريال مدريد وبرشلونة” كانا ولا زال وسوف يظل هو أكبر معركة في تاريخ كرة القدم بين فريقين نجحا في أن يجسد قصة “القطبين” على أرض الواقع.
ولكن دعنا نرى ماذا عن الكلاسيكو قبل 2006 ؟
- قبل 2006 كان ريال مدريد يملك 9 ألقاب دوري أبطال، في حين يملك برشلونة لقب واحد
- قبل 2006 كان برشلونة يملك 18 لقب دوري وفي 10 سنوات فقط نجح برشلونة في تجميع 6 بطولات دوري، في الوقت الذي نجح فيه ريال مدريد في حصد بطولتين فقط.
- قبل 2006 كان برشلونة يملك 5 لاعبين في تاريخه حصلوا على الكرة الذهبية.. والآن برشلونة يملك 10 كرات ذهبية نصفهم كانوا لاعبين قدماء والنصف الثاني ذهب للأسطورة ليونيل ميسي.
وهذا بالظبط ما أقصده، “ليونيل ميسي”، تصعيد الأرجنتيني الشاب للفريق الأول في برشلونة صيف 2004-2005 كان حدث فارق في تاريخ برشلونة ودعنا نقول بأن “ميسي كان هدية السماء لكتالونيا”، كان واحد من عدة أسباب جعلت الفجوة بين برشلونة وريال مدريد تقل بشكل واضح خلال 10 سنوات فقط قضاها أبن التانجو يداعب كرة القدم في ملاعب أسبانيا، يسجل هاتريك في المستيايا، ليعود ويضرب أتليتكو مدريد بثلاثية في قلب فيسنتي كالديرون، ثم يواصل هوايته المفضلة هناك في “البرناليو” كما يحب عشاق البرغوث أن يطلقوا عليه.
ولكن ما علاقة هذا بالزمالك والأهلي؟
الزمالك يحتاج إلى شبيه “ليونيل ميسي”، ليس في إمكانياته وقدراته، فالأمر مستحيل أن تحصل عليه، الأرجنتيني نزل بـ “نسخة واحدة غير قابلة للتقليد”، ولكن الزمالك يحتاج إلى قائد بشخصية ميسي، إلى فتى محب لميت عقبة كما أحب ميسي كتالونيا كأنها الأرض التي ولد عليها، يحتاج إلى لاعب قادر على جعل جماهير الزمالك تصدق بأن فريقها قادر على التفوق على الأهلي في عدد ألقاب دوري أبطال أفريقيا من جديد كما كان الأمر قبل بداية الألفية.
ولكن لنقول الحقيقة هذا الأمر قد يتحقق في عهد آخر غير الآن، هذه الأيام حتى ليونيل أندريس ميسي “بشحمه ولحمه” لن ينجح في الزمالك، يوهان كرويف لو عاد من جديد ومارس كرة القدم ولن ينجح في الزمالك، مشكلة الزمالك ليس في قلة اللاعبين أو قلة المدربين.. مشكلة الزمالك تتخلص في شخص واحد فقط، رحيله عن الزمالك سيكون مثل شروق شمس جديدة على بوابات ميت عقبة.
وإلى حين هذا الموعد، فالحديث يظل معلق عن أي أسباب تمنع الزمالك من العودة من جديد، فالسبب واحد وظاهر وواضح للجميع.