سعر الدولار اليوم الجمعة 19-8-2016، في مفاجأة كبيرة لجميع العاملين في سوق المال ونتيجة لحالة التشديد الأمني الكبير التي يشهدها سوق الصرافة المصرية حدث انخفاض مفاجىء وحاد في أسعار الدولار الأمريكي منذ خمسة أيام تقريباً، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل إمتنع عدد كبير من التُجار عن بيع وشراء الدولار وبعضهم أعلن توقفه المؤقت عن الإتجار في العملة الأمريكية لحين استقرارها ومن التوقعات المثيرة للجدل لعدد من الخبراء المصرفيين هو ما أكدوه بشأن ارتفاع الدولار خلال المرحلة القادمة بشكل كبير وبالتحديد مع زيادة سعره في البنوك وفقا للإتفاق مع البنك الدولي.
سعر الدولار اليوم في السوق السوداء
تضارب كبير في أسعار العملة الأمريكية من محافظة لأخرى ومن وقت لآخر إلا أنه في المجمل فإن قيم تداول الدولار قد استقرت بشكل كبير اليوم في عدد كبير من محافظات مصر حيث تراوح سعر البيع مابين 12 جنيه و15 قرش و12 جنيه و25 قرش، بينما سجل سعر الشراء 12 جنيه وسط حالة كبيرة من الأرتباك تسود السوق السوداء ، ويحدث تغيرات طفيفة على مدار اليوم سواء بالإرتفاع أو الهبوط بقيم قليلة لا تتعدى 5 قروش، وتُصاب السوق السوداء يومي الجمعة والسبت بحالة من الركود النسبي نظراً لأجازات نهاية الأسبوع، وإغلاق الشركات خلال هاذين اليومين ويعود النشاط مرة أخرى من يوم الأحد، حيث يتضح مدى التغير أو الثبات في سعر الدولار في مصر.
سعر الدولار في البنوك وشركات الصرافة
أما فيما يخص البنوك فالأسعار فيها ثابتة منذ فترة طويلة عند قيم 8,88 للبيع ، 8,85 للشراء برغم التغيرات الكبيرة في سعر الدولار في السوق السوداء مما يدفع المتعاملين في السوق المال إلى اللجوء خارج البنوك لسهولة حركة البيع والشراء نظراً لملائمة السعر مع الواقع، حيث أنهم يعانون داخل البنوك في بيع وشراء الورقة الخضراء، كذلك في حصول المواطنين على حوالاتهم البريدية بالدولار، مما دفع ذويهم إلى تغير المبالغ من الخارج وإرسالها لهم بالمصري لتوفير المعاناة عليهم، أما في شركات الصرافة فالأمر يختلف فهي تتعامل بحذر شديد، حيث أنها معروفة للجميع لذلك فهي تبيع لزبائنها المعروفين الدولار بنفس أسعار السوق السوداء تقريباً، أما بالنسبة للغير معروفين فتبيع لهم بنفس سعر البنك تقريباً.
تعرف على سعر اليورو اليوم في مصر
هذا وقد بدأت أزمة الدولار بعد عدة حوادث إرهابية تعرضت لها مصر أثرت على السياحة، خاصة بعد حادثة الطائرة الروسية وإحجام السائحين الروس والبريطانيين عن القدوم إلى مصر، مما أثر على مورد كبير للدولار، ونضيف إلى ذلك أيضاً عائدات قناة السويس التي تأثرت بانخفاض حجم التجارة العالمية، والتناقص في أسعار النفط العالمية.
وهناك عامل آخر غير معلن ولكنه واضح للجميع وهو توقف المعونات الخليجية لمصر، والتي تدفقت بكميات تاريخية بعد 30 يونيو 2013 إلا أنه في الفترة الأخيرة قلت هذه المنح بل تكاد تكون انعدمت.
وبرغم أن سعر الدولار في مصر يتأرجح من يوم لآخر ومن مكان لغيره على مستوى مصر، إلا أنه تظل قيمه أعلى من معدلاتها في السابق، ويكفي القول أن سعر العملة الأمريكية وصل لمستوى قياسي منذ شهر تقريباً وهو 11 جنيه و71 قرش، وهبوط قيمته ترتبط بشكل كبير بالعرض والطلب وليس باستراتيجيات واضحة للبنك المركزي.
إلا أن قيامه من حين لآخر بطرح عطاءات دولاريه للبنوك، تعمل على هبوط وقتي في سعر الدولار بيع وشراء، إلا أنه سرعان ما تعود الأسعار للارتفاع مرة أخرى في ظل سياسة خاطئة تتبعها البنوك المصرية طبقاً لتصريحات متعاملين معها، حيث تقوم بحجز الدولارات إلى رجال أعمال معروفين ومتعاملين مع البنك على حساب المواطنين المصريين الآخرين، الذين يواجهون أزمة حقيقية في صرف حوالاتهم البريدية، مما يسبب لهم ضجر كبير يجبرهم على عدم التعامل مع البنوك المصرية مرة أخرى.
مما أفقد المصريين الثقة في التعامل مع البنوك فظهرت كارثة أخرى تسببت بشكل مباشر أيضاً في أزمة الدولار في مصر، ألا وهي ضعف التحويلات للمصريين المقيمين بالخارج، والتي كانت ارتفعت لمعدلات تاريخية في من منتصف عام 2012 إلى منتصف عام 2013، ولكنها تراجعت بعد ذلك بشكل تاريخي أيضاً رغم النداءات المتكررة من الحكومة المصرية، وأيضاً الإجراءات المختلفة من خلال الشهادات الدولاريه ذات العائد الكبير.
وأزمة الدولار بكل تأكيد لا تؤثر فقط على المستثمرين ولا على المواطنين العاديين، ولكنها لها تأثير أيضاً على العاملين في سوق الصرافة، حيث التغيرات الكبيرة في أسعار الدولار في مصر تسبب لهم بكل تأكيد صداع كبير قد يطيح بمكاسبهم، ولعلنا نتذكر الهبوط الحاد في العملة الأمريكية بقيمة وصلت إلى 70 قرش مرة واحدة وخلال يومين منذ شهرين، عندما رفع البنك المركزي سعر الدولار في البنوك.