الحلــ(1)ـــقة| من بسيون إلى أنفيلد رود.. الفيراري يواصل كتابة التاريخ

الحلــ(1)ـــقة| من بسيون إلى أنفيلد رود.. الفيراري يواصل كتابة التاريخ
محمد صلاح بقميص ليفربول

هو محمد صلاح حامد غالي طه، ولد بإحدى قرى مركز بسيون بالغربية في 15 يونيو 1992، بدأ حياته وهو يداعب كرة القدم في شوارع قريته حاله من حال كافة شباب جيله في تلك القرية الفقيرة والواقعة في دلتا مصر، ولم يكن يعلم ذلك الفتى صاحب القامة القصيرة “175 سم”، بأن مستقبل مشرق ينتظره على بعد الآف الأميال من مكان مولده وبالتحديد في أقصى الشمال من ملاعب القارة العجوز أوروبا.

أول نادي وأول هدف.. حلم الف ميل بدأ بخطوة

البداية الإحترافية لمحمد صلاح، كانت رفقة صديق طفولته “محمد النني”، هناك في ملعب الجبل الأخضر حيث تقع قلعة المقاولون العرب التي شيدها “عثمان أحمد عثمان”، ولم يكن أحد في المقاولون يتوقع بأن ابن الـ18 عام والذي يستعد للمشاركة كبديل في مباراة المنصورة في بطولة الدوري المصري موسم 2009-2010، سيكون فيما بعد هو “صلاح المونديالي” قائد الفراعنة في عبور الكونغو لتحقيق حلم 90 مليون مصري بعد 28 عام من الحرمان.

صلاح لعب المباراة الأولى، ومع اللمسة الأولى بدأت كتابة الحكاية والرواية، حكاية بطل وقدوة في زمن غابت فيه القدوة، هذا الجملة التي أصبحت عنوانًا لكتاب ألفه محمد عبد المنعم خضر ليحكي فيه عن تفاصيل نجاح واحد من أبطال النيل ورجاله المكافحين.

كتاب محمد صلاح
محمد صلاح

ولإنه “محمد صلاح”، فإن الهدف الأول له كان بحجم موهبته، هدف صلاح الأول كان في شباك نادي القرن، النادي الأهلي، وبالتحديد في مساء 25 ديسمبر لسنة 2010، في لقاء انتهى بالتعادل الإيجابي بين الفريقين وشهد تألق واضح ولافت للأنظار من قبل قطار قادم من الغربية يدعى “محمد صلاح”.

صلاح والمقاولون.. قصة استمرت لمدة موسمين، شارك خلالها الفيراري في 38 مباراة بالقميص الأصفر والأسود الشهير بنادي عثمان أحمد عثمان، وسجل خلالها 11 هدف.

بازل .. بوابته لدخول العالمية

هناك في وسط القارة الأوروبية، قرر محمد صلاح أن يبدأ أول خطواته مع تجربة إحترافية كان من الممكن أن تكون شبيهة بغيرها من تجارب الإحتراف الفاشلة التي خاضها عدد من المحترفين المصريين على مدار السنوات الماضية، ولكن “صلاح” قرر أن يكون مختلفًا.

إختلاف صلاح لم يكن في وسامته أو تصريحاته أو في تسجيل للأهداف كما فعل البعض من الذين سبقوه، إختلاف “صلاح” كان في إلتزامه، الفرعون قرر أن يغير رأي أوروبا في “المحترفين المصريين”، سمعة سيئة لاحقت اللاعب المصري في أوروبا على مدار سنوات طويلة، ولكن صلاح أخذ على عاتقي أن يكون هو بداية الطريق لأقرانه وزملائه الراغبين في خوض التجربة الإحترافية في ملاعب أوروبا .

قصة انتقال صلاح إلى بازل كانت دراماتيكية كعادة صلاح في انتقالاته، مباراة ودية بين منتخب ونادي، في أمر لا يحدث كثيرًا، ولكنه حدث لإن القدر يخبئ شيء ما لـ “أبو مكة”، مباراة ودية على أرضية ملعب بازل بين صاحب الأرض مع منتخب مصر، في البداية لم يشارك صلاح في المباراة، ولكنه دخل كبديل في الشوط الثاني، وبدأ ينشر سحره على أرضية الملعب ليسجل هدفين رائعين لمصلحة المنتخب والذي خسر اللقاء بنتيجة 4-3، وعلى الفور قام النادي السويسري بتوجيه الدعوة إلى محمد صلاح من أجل التدرب وقضاء فترة معايشة مع النادي، وهو ما حدث بالفعل، ولكن أداء اللاعب أجبر بازل على تقديم عرض قوي لإدارة المقاولون من أجل التنازل عن خدمات صلاح في صفقة كلفت 2 مليون دولار.

مسيرة اللاعب في سويسرا مع بازل استمرت لمدة موسمين كاملين، شارك خلالها صلاح في 47 مباراة وسجل خلالها 9 أهداف مع الفريق السويسري، وهو الأمر الذي جعل عدد من الأندية الأوروبية ترغب في الحصول على خدمات الفرعون المصري..

باقي قصة “صلاح في أوروبا” تجدونا في الحلقة المقبلة من تغطية “مصر فايف” لمسيرة الفيراري في أوروبا.