وكيل جهاز المخابرات يكشف عن الدور الخبيث الذي تلعبه دولتين عربيتين لتأزيم العلاقات المصرية السودانية

وكيل جهاز المخابرات يكشف عن الدور الخبيث الذي تلعبه دولتين عربيتين لتأزيم العلاقات المصرية السودانية
مصر والسودان

«مصر والسودان»، نشأت وتربت الأجيال الماضية على فكرة واحدة وهي أن مصر والسودان شعب واحد وكيان واحد لا تجمعهم سمرة وادي النيل فحسب بل تجمعهم الأصول الواحدة من عروبة وإسلام.

ولكن خلال السنوات القليلة الماضية بدأت تطفو إلى السطح بعض الخلافات حول بعض القضايا المشتركة، والتي أدى إلى تفاقمها الحملات الإعلامية من الجانبين، والتي تستهدف زعزعة الثوابت والأصول المشتركة بين الشعبين الشقيقين.

وعن الأسباب الحقيقية للخلافات التي نشبت بين الشقيقتين والجارتين، قال «هاني رسلان»، الخبير في الشأن السوداني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تلك الخلافات ظهرت منذ فترة غير بعيدة.

وأضاف رسلان، أن الإعلام السوداني يلعب دوراً فعالاً في تلك الأزمة بين البلدين، حيث يعمد إلى بث الكراهية بين البلدين، ويدعو لمقاطعة المنتجات المصرية، ومنع استيراد السلع والمنتجات المصرية بحجة أنها منزرعة بمياه الصرف الصحي.

وتابع بأن الأمر الشائك والذي أيقظ الخلاف بين البلدين قضية حلايب وشلاتين، والسعي لدى مجلس الأمن لاستردادها من الحكم المصري، وأكد على ذلك قائلاً؛

أن إثيوبيا تحتل نحو 2 مليون فدان بمنطقة الفشقة بالسودان، وتزيد من توغلها على الأراضي السودانية، ومع ذلك لم تتحرك الأخيرة لاسترداد أرضها، في حين تشن حملة هجومية ضد مصر.

واعتبر رسلان أن ما سبق يكشف أن التصعيد على ملف “حلايب وشلاتين” نوع من التوظيف السياسي لتوتير الأجواء، بحيث تصل إلى اعتبار مصر دولة عدوة، وأشار إلى ما يصدر عن السودان يأتي بتحريض من قطر والسعودية، على حد قوله.

وتابع: إيواء السودان للكثير من العناصر الإرهابية التي تتلقى تدريبات على القتال والاغتيال، ثم تأتي إلى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية، سبب آخر لتوتر العلاقات بين القاهرة والخرطوم.

وعن إذاعة التلفزيون الرسمي المصري لصلاة الجمعة الماضية،  من “حلايب وشلاتين” قال رسلان: “من الطبيعي أداء الصلاة هناك لأنها جزء من الأراضي المصرية ولا تمثل أي استفزاز للجانب السوداني”.

وفي السياق ذاته، فقد أكد اللواء «حاتم باشات»، وكيل جهاز المخابرات السابق، وعضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، والذي عمل على ملف حوض النيل على مدار سبعة عشر عاماً، أن العلاقات بين البلدين شهدت توترات بسبب قضية حلايب وشلاتين.

وناشد باشات السلطات السودانية بالتراجع عن فرض تأشيرة الدخول للمصريين للأراضي السودانية، ورفع الحظر عن المنتجات المصرية، والتي زادت من توتر العلاقات بين الجانبين خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقال أيضاً، أن ما نقلته الصحف والإعلام السوداني عن قيام مصر بالتصويت لصالح قرار تمديد العقوبات على السودان بمجلس الأمن، كان له بالغ الأثر في توتر العلاقات بين الجانبين بالرغم من قيام الخارجية المصرية بنفي ذلك جملةً وتفصيلاً.

وأضاف باشات، أن السبب الرئيسي وراء توتر العلاقات بين الجارتين جاء بسبب زيارة مغرضة من بعض الشخصيات القطرية والتي تعمل على ممارسة الضغط على مصر من خلالها، وبعض التدخلات الخارجية الأخرى.

وكان من المقرر أن يبدأ وزير الخارجية المصري «سامح شكرى»، بزيارة للسودان منتصف الأسبوع الجاري، ولكن تم تأجيلها للخميس القادم بسبب الظروف المناخية حسبما ذكر بيان الخارجية، ويعول الكثير من المراقبين والسياسيين على تلك الزيارة لإيجاد حلول للقضايا العالقة والمؤجلة بين الطرفين مثل حلايب وشلاتين وتأمين الحدود والإرهاب، لتعود العلاقة بين الشقيقتين لسابق عهدها.