أغرب الفتاوى قبل احتفالات أعياد الكريسماس

أغرب الفتاوى قبل احتفالات أعياد الكريسماس
احتفالات رأس السنة الميلادية

استنكر عدد من الأزهريين الفتاوى التي يطلقها بعض السلفيين سنويًا، خاصة مع قرب احتفالات الأخوة المسيحيين بأعيادهم، حول عدم جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، مؤكدين أنها فتاوى باطلة لا تمثل صحيح الدين والغرض منها “الشو الإعلامي” وإحداث فرقعة إعلامية فقط.

وأدت فتاوى الداعية الإسلامي، محمد العريفي، إلى إثارة البلبلة حول فتواه بتحريم صناعة أشجار عيد الميلاد، والتي أدت إلى حدوث جدلًا واسعًا، حيث رد أزهريون على هذه الفتاوى بأنها تساهم في إثارة البلبلة.

وكان الداعية الإسلامى محمد العريفى، أستاذ العقيدة بجامعة الملك سعود، قد أطلق عبر حسابه الشخصي على موقع  التغريدات المصغرة “تويتر”، عدد من التغيردات فيما وصفه بحكم تعامل المسلمين مع المسيحيين فى عيد الكريسماس ورأس السنة الميلادية، موجها تلك الفتاوى إلى المسلمين المغتربين فى أوربا،  مؤكدًا من خلالها عدم جواز قبول الهدايا ولا إهدائها، كما منع امتلاك أو صنع شجرة عيد الميلاد، نظرًا لأنه رمز ديني يشبه الصليب.

ونشر العريفي نحو 11 تغريدة حول احتفالات أعياد رأس السنة الميلادية والكريسماس، يقول فيها: أبنائى وبناتى بالخارج، وكذلك إخوانى المسلمين بأوروبا وغيرها، حكم التهنئة، التعامل، الهدايا”، موضحًا أن تعاملنا مع النصارى، والبوذيين، وغيرهم، يجب أن يكون بخلقٍ حسن، وتعامل لطيف، ورفق ولين، وابتسامة، وهدايا، رغبةً بتأليف قلوبهم”.

وأشار العريفى: إلى أن “حسنُ الخلق مع الكافر، واللطف، الرفق، التبسم، الصدقة عليه، التهادى معه، مساعدته لحل مشاكله، مؤاكلته مشاربته.. جائز تأليفاً وتقريباً لهدايته، وُلد المسيح صيفاً لا فى 25 ديسمبر شتاءً، قال الله (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً) والرطب بالصيف، وفى الإنجيل نصوصٌ أنه وُلد صيفاً”.

كما استطرد العريفى :”يجوز قبول هدية الكافر فى عيده غير الدينى وتقبل هديته سائر الأوقات تأليفاً لقلبه ويجوز الإهداء له (فى غير عيده)، يجوز تهنئة الكافر بمناسباته السعيدة، ترقية، تخرج لكن مناسباته الدينية تحرم التهنئة، فإذا احتفل بولادة ابن الرب فهنأته فهى إقرار بعقيدته”.

وتابع: “بابا نويل، معناها: الإله أبونا، شخصية مسيحية، ترمز للقسيس (نيكولا) يساعد الناس، وله قصص، فيُقدسونه تعظيماً للمسيحية، شجرة عيد الميلاد تخصّ كريسمس العيد الدينى للنصارى،رمز دينى كرمزية الصليب، لها قصة بعقيدتهم، لا يجوز تعظيمها وصنعها”.

وأوضح أنه: “يوم رأس السنة، إذا أهداك الكافر جاز قبولها لأنه عندهم عيدٌ اجتماعى لا دينى أما عيد كريسمس “ميلاد المسيح” فعيد دينى لا تقبل هديةً ولا تهدى”.

من جهته قال الدكتور سالم عبد الجليل، أستاذ الثقافة الإسلامية وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن  تهنئة المسلمين للأخوة الأقباط تكون من باب الإحسان الذي أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعًا دون تفريق، قال تعالى: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حسنًا”.

وأشار عبد الجليل إلى أن الله تبارك وتعالى لم ينهَنا عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم، ما داموا مسالمين، كما قال تعالى: ” لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، وذكر أن النبى صلى الله عليه وسلم يهدي ويقبل الهدايا من غير المسلمين.

وقالت الدكتورة فتحية الحنفي، ‏أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر: “أنه يجوز تقديم التهنئة لغير المسلمين في المناسبات الخاصة بهم لأننا نعيش في بلد واحد لهم ما لنا وعليهم ما علينا من الحقوق والواجبات”.

وأضافت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لنا كيفية التعامل مع غير المسلم ومنها الإحسان إليه بإعطاء الصدقات والتهاني، والهدايا وتقديم التعازي”، وذكرت أن الرسول الكريم وقف لجنازة غير مسلم فقال له الصحابة رضوان الله عليهم إنه غير مسلم فقال “أو ليست نفسًا”.

وأكد رئيس لجنة الفتوى الأسبق، الدكتور عبد الحميد الأطرش، إن أمثال هذه الفتاوى من شأنها إثارة البلبلة بين صفوف النسيج الواحد، دون أي أسباب، موضحًا أن الإسلام حرص على حسن معاملة المسلم للمسيحي وقبول الهدايا منهم.

وأضاف رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن النبى صلى الله عليه وسلم أكد أن من آذى “زميًا” فقد اذاني، كما أمر أن المسيحى الذى لم يقاتل المسلمين فله مثل المسلم وعليه مثل المسلم، مستشهدا بقول الله تعالى :” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”

وأشار رئيس لجنة الفتوى الأسبق أن مثل هذه الفتاوى الصادرة قبل أيام من نهاية العام الجاري من شأنها إحداث حالة من الفوضى والبلبلة، لافتًا إلى أنها فتاوى لا تضر ولا تنفع فالعقيدة ثابتة والحمد لله، ولا تؤثر فى أصل من أصول الدين”.