الاستقامة من أقوى أسباب النجاح

الاستقامة من أقوى أسباب النجاح

الاستقامة هي الاعتدال في جميع الأمور من الأقوال والأفعال والمحافظة على جميع الأحوال التي تكون بها النفس أفضل حالة وأكملها فلا يظهر منها قبيح و لايتوجه اليها ذم ولالوم وذلك إنما يكون بالمحافظة على الشرع الشريف و التمسك بالدين و الوقوف عند حدوده و التخلق بالأخلاق الفاضلة و الصفات الكاملة كاجتناب المحارم و التعفف عن المآثم و لين الجانب و الصدق و إنجاز الوعد و بذل النصيحة و الشفقة على مخلوقات الله و اداء الأمانة لمن إئتمنه منهم و كف اليد و اللسان عن أذيتهم و بذل الشفاعة و العفة و الورع و غير ذلك قال تعالى-إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا و ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون- فهي من أفضل الخصال و اجمل الخلال فيها كمال المروءة و تمام الإيمان و بها تكسب الفضائل و تسلب الرذائل  وتحمد السيرة و تحسن السريرة قال تعالى-وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا- فما أحسن الإستقامة و أجبلها للخير و أدرها للرزق . قال تعالى-ولو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض-.

حيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا في غابر الأزمان فالإستقامة قاعدة نظام الأعمال فإذا اتلفت اختل ذلك النظام و على مبدئها الصحيح ترويج تجارات التجار و تجري أعمال جميع العمال و اصحاب الأعمال في سبلها و مهما كان المرء شريرا و كان مستقيما في معاملته دار دولاب عمله.

و بالجملة إن آمن طريق يسير فيها من يرمى إلى العلا هي طريق الإستقامة و القيام بالواجبات طريق الهدى والابتعاد عن اللهو واللعب هي الطريق التي سار فيها الذين سادوا بحق هي الطريق التي نزلت بها الشريعة الغراء .