رباب محمد رأفت تكتب : أعشقى رجلا ً يُحبَ الكِتابة

رباب محمد رأفت تكتب : أعشقى رجلا ً يُحبَ الكِتابة

هو هذا الناضج … الطفولىّ

هو هذا المشعوذ بكلِماتِه

النابضة حروفه بهمساته

هو هذا العاقل … المجنون

الراشد … الطائش

المرح … الهادئ

” أعشقى رجُلاً يحب الكتابة “

أعشقى رجُلاً يكتبكِ بين سطور صباحه

يطبع قبله على شفتيك كل صباح عبر حروفه

و قلمه الصاخب و ضجيج همسه

أعشقى رجُلاً يأخذكِ فى المساء تحت قطرات المطر

لينسج قصيدته من بين أحبار عينيكِ

و حمرةِ شفتيكِ و بسمة ثغركِ

يجلس على ركبته و يمسك بيدكِ

يقبلها طابعا جنونه و خجله بين راحتك

ليطلب منكِ الرقص سوياً على أنغام زخات المطر !!!

أعشقى رجُلاً تعدين له القهوة مراتٍ و مرات خلال اليوم

لتعانق شفتاه حافة الفنجان ..

ليكمِل نسج عالمه على آلته الكاتبة

ستعشقين طرقعة أصابعه و تناغمهم

يعزفُ حروف قصيدة أو رواية بأصاعبه المنسابة على أزرار الألة الكاتبة

كما عازفٌ يعزف مقطوعته بإنسيابيةِ الحرير المنساب ليجسدك بطلة أحدى رواياته

إعشقى رجلا يحب الكتابة

فى هذا الرجل يكمنُ طفلٌ يحتاج كل صباحٍ قبلتك و حضنك الدافئ

و فى المساء عند عودته من العمل يحتاج مرحك وضمتك

ليضع رأسه على صدركِ سامعاً نبضات قلبك لينسجم بين إقاعته

فينظر فى عينيكِ و يخبرك بهمسٍ حَنون “أُحبُكِ بجِنون “

أعشقى رجلا ً يحب الكتابة

هذا الرجل الذى لا يفارقه قلمه رفيق الدرب الأبدىّ

و نوتته الصغيرة التى دائما ما يحملها تأهُباً لأى حرف أو كلمة ليكبلها بسن قلمه على ورقته

ثُمَ يُحررها فى المساء أو فى أى وقت أمامك

كما الطفل يُرى أمهُ واجبه المدرسى الذى أنهاههُ للتو منتظراً إعجابها لكى تضمه و تقبله

أعشقى رجُلاً يأخذكِ إلى عالمه الصاخب

لتحيين حياةً أخرى لن تجديها إلا معه

أعشقى رجلا ً مرحاً يكمن بين جوانب عينيه الحزن

على ثغرهِ إبتسامه يداعبكِ بها دوما ً

أعشقى رجلا متقلب المزاج دوما ً ……

تارة …

يكون مرحا ً جداا يجعل قلبك يرفرف محلقا ًمن الضحك

و تستلقين على الأرض غارقة فى ضحكاتك و صخب مزاحه و نكاته

و تارة ….

يكون هذا العاشِق الولهان و تكونين أنتِ بطلة كل قصيدة و سيدة كل حرف

و تارة….

أخرى يكون هذا العاشق المجروح الذى تركته حبيبته بين جوانح الأسى و طرق الضياع

ليتوه فى أزقة النسيان !!!

و تارة ….

رجُلا ً حزينا ً حدَّ الوجع فقدَ أعز ما لديه و أقرب المقربين و أوجعته دنياه و حاملت عليه !!!!

و تارة …..

رجُلا صامتا ً لا يتحدث إلا نادرا ً أسرَتّهُ حروفه فى عالمها فلا يُخالِجُ صدرهُ سواها

و لا يسمع سوى عزفها المتتالى على أوتار قلبه !!!

أعشقى رجلا ” مرتب و منظم ” كما ينظم أبجديته الخاصة على أسطر نوتته

أعشقى رجُلا ً يأتيكِ فى موعده دون تأخير لكنك دوماً سترينه من بعيد كما تائهٌ يجوب شوراع المدينة

هى أحدى الحروف تغازله فيجوب بحثاً عنها كل حين ليس أكثر !!!

أعشقى رجلا ً يحب الكتابة

تستيقظي فى منتصف الليل لا تجديتهُ بجِوارِكِ فتبحثى عنه لتجديه ذهب إلى عالمه

الكامن خلف أزرار آلته الكاتبه

فتتحسسى خطواتك الهادئة كى لا تخرجيه من عزلته قبل إتمام ما بدئه

تُحضِرى شَالكِ و برقة تضعيه على كتفيه و تُقبلي و جنته

ليأخذك بين ذراعيه و يجلسك بجواره

ثم يرحل عنك و هو بجواركِ إلى عالمه المنسوج من بضعة أحرف تجملها نظراتك المتابعة أياها

أعشقى رجلا ً يحب الكتابة

يعشقكِ حد الجنون

يتفهمكِ أكثر من نفسك

يقرأُ عينيكِ دون أن تدركى

أعشقى رجلا يحب الكتابة

ليجعلك أنثاه و أميرته و أمه و صديقته

أعشقى رجلا يحب الكتابة

لتعشقى الحياة … لتعشقى ذاتكِ .. صوتكِ ..أنفاسك

فكلها دواعم حرفه الكامن فيكِ

أعشقى رجُلاً يكتبك بين سطوره

ينسج من حروف اسمك أبجديته …

أعشقى رجُلا يعلمكِ العشق

أعشقى رجلا يعشق السفر عبر بحور قلمه ليأخذكِ معه

لتكونى كل ليلة فى بلدٍ جديد و عالمٍ جديد

بروحٍ و أملٍ و حلمٍ جديد

أعشقى رجلا ً يُحبَ الكِتابة

لتُدركِ حقاً ما هى الحياة !!!

بقلمـى

رباب محمد رأفت

إقرا أيضا

رباب محمد رأفت تكتب : أنا .. مُتفائِل

” عندما تتحدث اقلامهن ” يكتبن عن عيد الأم ” بعنوان ” لكِ يَا نَبضُ الفُؤَاد “