أندية البريميرليغ تسيطر ماليًا.. هل تختفي المنافسة قريبًا؟
منذ سنوات، والبريميرليغ يتربع على عرش الدوريات من حيث العوائد المالية، لكن في موسم 2024-2025، وصلت الفجوة بين الأندية الإنجليزية وبقية الفرق الأوروبية إلى مستوى غير مسبوق. فمع عقود البث، والرعاية، والقدرة الشرائية الهائلة، باتت أندية إنجلترا تفرض سيطرة شبه كاملة على سوق الانتقالات والمواهب العالمية. هذا الواقع يطرح تساؤلات حقيقية حول مستقبل التوازن في كرة القدم الأوروبية: هل ستستمر المنافسة كما نعرفها؟ أم ستتحول إلى هيمنة طرف واحد؟
الأرقام لا تكذب.. اقتصاد البريميرليغ في القمة
في تقرير حديث نشرته Deloitte، حققت أندية البريميرليغ إيرادات تجاوزت 6 مليارات يورو في موسم واحد، وهو رقم يفوق مجموع ما حققته الدوريات الإسبانية، الإيطالية، والألمانية مجتمعة. وتعود هذه الأرقام الضخمة إلى قوة حقوق البث التلفزيوني داخليًا وخارجيًا، والعقود التجارية الضخمة التي تحصدها الفرق حتى خارج الملعب مانشستر سيتي، ليفربول، وتشيلسي من بين أكثر الأندية إنفاقًا على مستوى العالم، وتتصدر قوائم التعاقدات كل صيف، متفوقة على كبار أوروبا، في حين تجد أندية مثل برشلونة وميلان نفسها مضطرة لبيع نجومها للحفاظ على التوازن المالي ومن هذا المنطلق، تُعد استراتيجيات مثل تلك التي تتبعها منصات ArabicCasinos.com مثالًا على كيفية بناء نظام ربحي مستدام مع التوسع الذكي والوصول العالمي
الفرق الأخرى تعاني
الأندية الفرنسية والهولندية وحتى بعض الإسبانية تجد صعوبة في الاحتفاظ بنجومها. لاعب مثل محمد قدوس غادر أياكس إلى ويست هام بسهولة، بينما انتقل راندال كولو مواني من فرانكفورت إلى الدوري الإنجليزي مقابل مبلغ ضخم. هذه الانتقالات توضح أن المال أصبح العامل الأهم في اتخاذ القرار، وليس المشروع الرياضي أو المكانة التاريخية
الوضع المالي غير المتكافئ قد يُفرغ بعض الدوريات من محتواها التنافسي، ما يؤثر سلبًا على جاذبيتها، سواء جماهيريًا أو تسويقيًا. وهذا ما بدأت بعض الاتحادات القارية في التنبه له، دون أن توجد حلول حقيقية حتى الآن
هل تُفرض قيود مالية جديدة؟
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) بدأ منذ فترة تطبيق قوانين اللعب المالي النظيف، لكنه لم ينجح في وقف سيطرة أندية البريميرليغ، التي تستطيع الالتفاف على القوانين بسبب مواردها الضخمة. وقد تعالت أصوات مؤخراً تطالب بتحديد سقف للرواتب والانتقالات على المستوى القاري، شبيه بما يحدث في الدوريات الأمريكية، لتقليل الفجوة بين الأندية
لكن هذه الخطوة تُواجه بمعارضة قوية من الأندية الكبرى، التي ترى أنها تُعاقَب على نجاحها الاقتصادي. وهذا يفتح الباب أمام مزيد من الجدل حول هوية كرة القدم المعاصرة: هل تبقى لعبة جماهيرية مفتوحة، أم تتحول إلى صناعة خاضعة لقوانين السوق فقط؟
الجماهير جزء من المعادلة
رغم تفوق البريميرليغ اقتصاديًا، تبقى بعض الدوريات الأخرى أكثر جماهيرية محليًا، مثل الدوري التركي أو الأرجنتيني. الجماهير تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على هوية اللعبة، وترفض أن تتحول فرقها إلى “محطات تصدير” لأندية إنجلترا فقط
كما بدأت جماهير بعض الفرق الكبرى في أوروبا بالمطالبة بإعادة النظر في سياسات البيع، والتركيز على بناء فرق تنافسية قادرة على الاستمرار في البطولات الكبرى، بدلاً من بيع المواهب الصغيرة بأول عرض مغرٍ
سيطرة أندية البريميرليغ على المشهد الكروي الأوروبي أصبحت واقعًا لا يمكن إنكاره. لكنها في الوقت ذاته تطرح تحديات كبيرة أمام مبدأ التنافس العادل، وتثير نقاشات جادة حول مستقبل اللعبة في ظل الفجوة المالية المتنامية. وبين أن تبقى كرة القدم للجميع، أو تصبح لفئة محددة فقط، سيُحسم مستقبلها في السنوات القليلة القادمة