المركزي السعودي يرفع معدل اتفاقيات إعادة شراء الريبو والريبو العكسي فما الفرق بينهما وكيف يؤثر على اقتصاد السعودية

المركزي السعودي يرفع معدل اتفاقيات إعادة شراء الريبو والريبو العكسي فما الفرق بينهما وكيف يؤثر على اقتصاد السعودية

أصدر البنك المركزي السعودي اليوم الخميس في بيان له على صفحته الخاصة توتير قرار بشأن معدل اتفاقيات إعادة الشراء الريبو وإعادة الشراء المعاكس، وذلك برفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء بمقدار 0.5 في المئة من 1.75 إلى 2.25 في المئة، كذلك رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس بمقدار 0.5 في المئة من 1.25 إلى 1.75 في المئة.

وأضاف البيان التابع للبنك المركزي أن هذا القرار يتفق مع أهدافه في المحافظة على الاستقرار النقدي والمالي، وفي ضوء التطورات المحلية والعالمية.

ما الفرق بين الريبو والريبو العكسي

أوضح بشار الجرعنلي محلل الأسواق في CNBC العربية أن الريبو والريبو العكسي أحد أدوات السياسة النقدية التي تستخدمها العديد من البنوك المركزية لتشديد أو توسيع السياسة النقدية في هذه البلدان، وفي البداية يعرف بأنه هو معدل الذي تقرض به البنوك التجارية أو المصارف التجارية للحصول على الأموال من البنوك المركزية مقابل السندات التي تمتلكها.

أما بالنسبة للريبو العكسي هو المعدل الذي يتم البناء عليه الحصول على أموال من المصارف التجارية إلى البنوك المركزية، بناء على معدل الريبو يحدد ما هو مقدار الفوائد الذي سيدفعها البنك المركزي لهذه البنوك مقابل الحصول على هذه الأموال لذلك يتم بنفس هذا المعدل إعادة شراء السندات التي تمتلكها هذه المصارف مرة أخرى.

كيف يؤثر الريبو العكسي على اقتصاد الدول بشكل عام

فسر بشار الجرعنلي محلل الأسواق في CNBC العربية أن ارتفاع أو انخفاض الريبو العكسي يحدد مدى السياسة التوسعية أو السياسة الانكماشية النقدية بالنسبة لكل بلد حسب الأوضاع الاقتصادية الراهنة، أي في حال رفع معدل الريبو العكسي فإنه البنوك تحتفظ أو تتشجع على الاحتفاظ بالسيولة لدى البنك المركزي لأنها تأخذ هذه الفوائد بناء على هذه المعدلات، وبالتالي تقلص إقراضها إلى المستهلك وبالتالي تعرف هذه السياسة بالسياسة الانكماشية أي إنها تسحب الفائض من الأموال الموجودة في الأسواق ويظل ضمن البنوك، ولذلك هذه من إحدى السياسات النقدية التي تستخدم لمكافحة ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير وعندما تحدث هناك غلاء في الأسعار تقوم البنوك المركزية برفع معدل الريبو العكسي.

وبالتالي تسحب الفائض الموجود لدى الأسواق وبالتالي هذا الأمر يؤثر على انخفاض الأسعار، أما في حالة قيام البنوك بتخفيض معدل الريبو العكسي تستطيع هذه البنوك إقراض المستهلكين مثل الشركات والمؤسسات وبالتالي ضخ المزيد من السيولة في الأسواق وبالتالي تشجيع الحركة الاقتصادية لكن هذا في نفس الوقت يسبب تضخم كبير ضمن السوق.

 تأثير الريبو العكسي على نشاط الاقتصاد السعودية بوجه خاص

وفي هذا الموضوع يقول بشار إذا نظرنا إلى السعودية في كيفية تأثير الريبو العكسي على اقتصادها نجد كيف تحركت معدلاته في الفترات الأخيرة، وخصوصا كانت هناك مرحلة مهمة عملية غير السياسة النقدية في شهر مارس 2020 عندما بدأت تداعيات كورونا بالتأثير الكبير على الأسواق، ولكن قبل كورونا كان لدينا بين يناير وسبتمبر عام 2019 كان معدل الفائدة الأمريكية بين 1.75% – 2% ضمن هذه الفترة الريبو العكسي في السعودية كان تقريبا مماثل من 2% – 2.5%  نلاحظ أن الريبو العكسي في السعودية هو أكثر من 25% من الأساس من الفائدة الأمريكية بشكل عام وبأغلب الأوقات ومن ثم في أكتوبر عام 2019 وفبراير 2020 قبل جائحة كورونا كان لدينا معدلات الفائدة الأمريكية تتراوح بين 1.5% – 1.75% تقريبا كان معدل الريبو العكسي في السعودية 1.75% وعندما جاءت تداعيات كورنا قام الفيدرالي الأمريكي بتخفيض معدل الفائدة إلى الحدود الصفرية 0% – 250% قام البنك المركزي السعودي وغيره من البنوك المركزية حول العالم، بناء على هذا التخفيض خفض البنك المركزي السعودي 50% نقطة أساس لضخ مزيد من السيولة في الأسواق وتشجيع العملية التجارية والاقتصادية وعمليات الاستثمار لأنه هذه المستويات المنخفضة من معدلات الفائدة في السعودية هذه يعني العديد من الشركات والأفراد سيرغبون من أخذ الأموال من البنوك والاقتراض، وبالتالي تزداد الفائدة النقدية في السوق السعودي وبالتالي هذا انتعاش في الاقتصاد لكن في نفس الوقت كما ذكرنا يؤثر تأثير سلبي أخر وهو ربما بخرج التضخم عن السيطرة بشكل عام.

كما أوضح كيف يؤثر هذا الموضوع بأمثلة حية على الاقتصاد السعودي إذا نظرنا في الفترة التي تحدثا عنها عندما كان الريبو العكسي في عام 2019  بين 2% – 2.5% نجد أن الائتمان الممنوح أي الاقتراض كمعدل شهري في هذه الفترة كان عبارة عن حوالي  1.48 تريليون ريال سعودي تم منحها كمعدل شهري في السعودية للقروض لشركات أو القطاع الخاص والأفراد أو حتى المؤسسات الحكومية هذا هو المعدل الشهري الذي قامت بضخه البنوك ضمن الاقتصاد السعودي في هذه الفترة عندما كان لديها معدل من الريبو المعاكس يعتبر مرتفع.

وتابع بشار وعندما انخفض معدل الريبو المعاكس في الفترة التي تليها إلى 1.75% نلاحظ ارتفاع الائتمان المعدل شهريا إلى 1.56 % تريليون ريال سعودي نحن نتكلم عن 80 مليار شهريا زيادة في منح الائتمان تخيل كيف هذا المبلغ سيغير من النشاط الاقتصادي والدورة الاقتصادية ضمن اقتصاد المملكة بعد تداعيات كورونا هذا التحول الكبير الذي بدأ في يناير 2022 بدأ تخفيض إلى نقطة أساس كما ذكرنا للريبو العكسي وهو 50% فنجد قفزة كبيرة في الائتمان الممنوح من البنوك إلى الاقتصاد السعودي 1.85% تريليون ريال سعودي أي نتحدث عن 100 مليار زيادة شهريا في الائتمان الممنوح  تم ضخها في الأسواق بمعدل شهري والجميع يعرف ماذا تعمل ثلاثة مائة شهريا في الأسواق من تنشيط الاقتصاد والشركات جديدة وتوسعات كبيرة بالإضافة إلى مزيد من التوظيف وكل هذا لا يؤثر على الشركات وإنما أيضا على الفرد المستهلك بحد ذاته عندما تصل إليه هذه التوسعات.