حكاية الأسبرين.

حكاية الأسبرين.

يعتبر الأسبرين أحد أشهر الأدوية التي يتم تداولها، حيث أنه من أوائل مسكنات الألم والتي استمرت لعقود منذ أن بدأت شركة “باير” الألمانية تصنيعه في عام 1899 أي منذ أكثر من 120 عامًا.

والأسبرين يعرف كيميائيا باسم “أستيل ساليسليك أسيد” وتأتي فكرة اكتشافه من تشابه تركيبه مع المركب “ساليساليك اسيد” الموجود في  نبات الصفصاف و الذي له خاصية تسكين الألم.

و قد عرف القدماء المصريون إستخدام لحاء شجر الصفصاف كمسكن للألم كما جاء في بردية “إبيريس“، وكما ذكرنا أن الصفصاف يعتبر أصل الاسبرين.

إستخدامات الأسبرين

إستخدم الاسبرين في الماضي ولوقت قريب كمسكن لألم العظام والأسنان والأعصاب والمغص، وبالطبع كان هو العلاج الأول للصداع، كما أن قدرته علي  خفض درجة حرارة المريض جعلته الدواء الأول أثناء تفشي وباء الانفلونزا الاسبانية في عام 1918 حيث خفض حرارة المرضى فساعد الملايين منهم  في تحمل المرض.

و في عام ١٩٥٦ بريطانيا (أمريكا في عام ١٩٦٣)  طرح دواء البنادول (باراسيتامول) فأضعف من مكانة الأسبرين لأنه لم يكن يسبب هياجا أو حموضة للمعدة أو قرحة المعدة كالأسبرين، كما أنه في ذلك الوقت اكتشف أن الاسبرين خطرا علي الأطفال لأنه يسبب حالة (متلازمة راي).

مسكنات الالم

و في عام ١٩٦٩ في بريطانيا (أمريكا في عام ١٩٧٤) تم اكتشاف دواء آخر لتسكين الألم هو الايبوبروفين (بروفين) فأبعد الاسبرين عن دائرة الضوء.

وبالرغم من أن الأدوية الحديثة قللت من استخدام الاسبرين كمسكن للألم وخافض للحرارة، و لكن لم يتوقف سحر الاسبرين، فقد تم اكتشاف سراً جديداً جعل الأسبرين يعود بقوة إلى الواجهة مرة اخري.

كشفت الأبحاث في أواخر السبعينيات من القرن الماضي أن دواء الأسبرين يثبط إنزيما هاما لعملية تكوين الجلطة، أي أن الأسبرين له خاصية منع تجلط الدم، ومنع تجلط الدم هام جدا في الوقاية من الجلطات التي تكثر نتيجة أمراض القلب وضغط الدم المرتفع والسكري ومن حدثت له جلطات سابقة، فأصبح يوصي به لهذه الفئات كما يوصي بتناوله كوقاية لمن فوق سن الأربعين.

الآثار الجانبية و محذورات إستخدام الاسبيرين

  • يسبب الاسبرين تهيجاً وحموضة للمعدة ويؤدي استخدامه لفترات طويلة إلي قرحة المعدة، لذا يؤخذ الاسبرين بعد الأكل لتقليل هذا التأثير السلبي.
  • كما يمنع الاسبرين عن الأطفال لأنه يسبب (متلازمة راى) والاسبرين المسمى بأسبرين الأطفال هي تسمية معنوية تشير إلى صغر تركيز الاسبرين (75 مجم إلي 81 مجم).
  • و يحذر إستخدام الاسبرين مع مرضي الربو لأنه يسبب تقلصات بالشعب الهوائية فيزيد من أعراض مرض الربو.
  • و كما ذكرنا فإن الاسبرين يزيد من سيولة الدم فيجب علي المرضى الذين يتناولون أدوية سيولة الدم (وارفارين أو هيبارين)  الحذر عند تناول الاسبرين حتي لا يزيد سيولة الدم و تسبب لهم النزيف.

أيضا، بالرغم من اكتشاف أدوية جديدة مانعة للتجلط، يظل الاسبرين متميزاً على هذه الأدوية بتوافره ورخص سعره الذي جعله من أرخص الأدوية بالصيدلية.

و ما يزال الأسبرين يخفي بعض الأسرار.