عالم أزهري يواجه هجومًا حادّا بسبب تصريحاته عن المساواة بين الرجل والمراة في الميراث

عالم أزهري يواجه هجومًا حادّا بسبب تصريحاته عن المساواة بين الرجل والمراة في الميراث
جامعة الازهر

جامعة الأزهر تتبرأ من تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي، استاذ الفقه المقارن في الجامعة، التي أيّد فيها الدعوات للمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وقد أثارت تلك التصريحات جدلًا واسعًا في مصر، حيث قال في تصريحات تلفزيونية: إن “الأنصبة في الميراث حقوق وليست واجبات، وما وصلت إليه تونس بالمساواة بين المرأة والرجل في الميراث ستصل إليه مصر، ولكن بعد 20 أو 30 عامًا”، الأمر الذي دعا الدكتور أحمد زارع المتحدث باسم جامعة الأزهر للقول: إن “موقف الأزهر واضح في هذه المسألة منذ إثارتها، وما قاله الهلالي لا يعبر إلا عن وجهة نظره فقط ولا يمثل الجامعة”.

موقف يخالف النصوص القرآنية وموقف الأزهر

وأضاف زارع في تصريحات صحفية بشأن موقف الهلالي من تأييد المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة قائلًا: إن “موقف أستاذ الفقه المقارن المؤيد لمشروع تونس المساوي بين الرجل والمرأة في الميراث، يخالف النصوص القرآنية الصحيحة التي لا تحتمل أي اجتهاد، ويعد مخالفًا وخروجًا على موقف الأزهر الواضح”، مشيرًا إلى أن “مجلس الجامعة سيدرس موقف سعد الدين الهلالي الذي يخالف المنهج الإسلامي الوسطي، ويهدم الثوابت الدينية في مسألة غاية في الأهمية والخطورة”.

ويذكر أن شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب أصدر بيانًا أكد فيه موقف مؤسسة الازهر الرافض للمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة عقب إثارة هذه المسألة في أواخر العام الماضي، في تونس.

انتقادات حادة

ووُجهت تصريحات الهلالي بموجة من الانتقادات يمكن وصفها بالحادّة، فقال الدكتور محمود مهني عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف: إن “الهلالي خالف الثوابت الدينية، وأنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة”، وشدّد مهني على “وجوب التصدي لمثل هذه الفتن وأن ما أقدم عليه يستوجب المحاكمة”، حسب تعبيره، وأكّد في تصريح صحفي على أن “الدين الإسلامي منح المرأة جميع حقوقها وساوى بينها وبين الرجل في الميراث في 33 حالة، بجانب بعض الحالات التي ترث فيها المرأة أكثر من الرجل”.

ومن جهته الدكتور رمضان خاطر، أستاذ أصول الفقه في جامعة الأزهر، قال مستنكرًا موقف الهلالي واعتبره “خروجًا عن ثوابت الدين وليس منهج الأزهر”، وأضاف: إن “آيات المواريث واضحة وقطعية الثبوت والدلالة ولا تحتمل الاجتهاد، والنصوص صريحة ومنظمة، كما أنها أحكام ثابتة بنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة بلا ريب، فلا مجال فيها لإعمال الاجتهاد”.

وأشار خاطر إلى أنه يجب التشديد على “ضرورة عدم تشكيك المسلمين في ثوابتهم الدينية، خاصة إن كانت خارجة من أحد أبناء المؤسسة الدينية الأولى في العالم الإسلامي”.