في مثل هذا اليوم ” اغتيال الرنتيسي “

في مثل هذا اليوم ” اغتيال الرنتيسي “
عبدالعزيز الرنتيسي

في مثل هذا اليوم منذ عشرة أعوام فجعت الأمة الإسلامية والعربية بفقدان قائد مسلم ومفكر وحامل لواء الانتفاضة والمقاومة ضد العدو الصهيوني المحتل للأراضي المقدسة بعملية حقيرة قامت بها قوات الاحتلال اليهودية بإطلاق صاروخ على سيارة الرنتيسي مساء السابع عشر من إبريل 2004 حيث قتل مرافقا الشيخ ثم فاضت روحه بعد نقله إلى المستشفى .

عبدالعزيز الرنتيسي
عبدالعزيز الرنتيسي

مولده:

هو عبدالعزيز عبدالحفيظ الرنتيسي المولود في قرية ” يبنى ” في 23 أكتوبر 1947م ثم اضطرت أسرته للعيش في قطاع غزة بعد حرب 48 واستقر هو وأسرته في مخيم ” خان يونس ” للاجئين .

طفولته ودراسته:

كانت طفولة الرنتيسي قاسية جداً حيث مات والده وهو في المرحلة الإعدادية فاضطر أخوه للسفر للعمل في السعودية من أجل إعالة العائلة ، ثم عمل هو أيضاً وهو في المرحلة الثانوية ليساهم في إعالة الأسرة الكبيرة ولم يهمل في دراسته ، بل كان من المتفوقين وهو ما أهله للحصول على منحة مجانية للدراسة في مصر ؛ حيث درس الطب بجامعة الإسكندرية وتخصص في طب الأطفال ودرس فيها الماجستير أيضاً ، ثم عاد للقطاع 1976م وعمل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر بمخيم خان يونس .

أعماله والوظائف التي شغلها:

– عضواً في نقابة الأطباء بقطاع غزة .

– الهلال الأحمر الفلسطيني .

– حاضر في الجامعة الإسلامية بغزة عن العلوم وعلم الوراثة والطفيليات

–  عضو الهيئة الإدارية في المجمع الإسلامي .

بداية تكوينه المعرفي والتحاقه بجماعة الإخوان المسلمين:

تأثر أثناء دراسته في الإسكندرية بالشيخين محمود عيد والشيخ أحمد المحلاوي حيث كانا من أكبر داعمي القضية الفلسطينية ومن معارضي السادات فبدأ يتأثر بالخطب الحماسية  حتى أنه لما عاد للقطاع وضع تحت الإقامة الجبرية نظراً لنشاطه ثم اعتقلته سلطات الاحتلال عام 83 لرفضه دفع الضرائب لقوات الاحتلال الصهيوني .

تكوين حركة حماس:

بعد سلسلة من الاستفزازات من قوات الاحتلال للفلسطينيين كان آخرها حادثة المقطورة ، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في القطاع وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي واتفقوا على إشعال الانتفاضة ضد العدو المحتل وتم الإعلان عن ” حركة المقاومة الإسلامية ”  في ديسمبر 1987وصدر البيان الأول موقعاً بــ ” ح م س ” .الذي صار فيما بعد ” حماس ” .

الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي
الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي

الاعتقال:

على خلفية تكوين حركة حماس تم اعتقال الرنتيسي يوم 15 يناير 1988 لمدة 21 يوماً ثم أفرج عنه ثم اعتقل لمدة عامين ونصف بتهمة تأسيس حركة حماس ، ثم أفرج عنه وظل طليقاً لمدة 100 يوم فقط حيث أعيد اعتقاله لمدة عام آخر في عام 1990م.

وفي عام 1992 تم نفيه إلى جنوب لبنان مع 416 شخصاً آخرين من حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي ، ولم ييأس بل أسس مدرسة ابن تيمية لتعليم العلم الشرعي وبرز كناطق رسمي باسم المبعدين ونجحوا في إرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم لفلسطين مرة أخرى .

ويحكي الرنتيسي عن اعتقاله أنه مُنع من النوم لمدة ستة أيام متتالية وأنه وضع في ثلاجة لمدة 24 ساعة إلا أن ذلك لم يثنيه عن مواصلة العمل والجهاد من أجل قضيته بل وفقه الله لحفظ القرآن الكريم في المعتقل عام 1990.

العمل في حماس:

عمل الرنتيسي في الحركة كقيادي وأخذ يبث روح الجهاد في أعضاء الحركة والشعب الفلسطيني ، وفور عودة الشيخ أحمد ياسين إلى قطاع غزة عام 1997 نشطا سوياً لتنظيم الحركة حيث كان الشيخ أحمد ياسين بمثابة الأب الروحي للحركة بينما عمل الرنتيسي متحدثاً رسمياً وقائداً سياسياً للحركة .

الشيخ أحمد ياسين
الشيخ أحمد ياسين

بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين في مارس 2004 تولى الرنتيسي قيادة الحركة وبويع قائداً لحركة المقاومة الإسلامية وظهر في أول خطاب له حاملاً بندقية الكلاشنكوف قائلاً ” هذا حوارنا مع الصهاينة وهذا طريقنا لتحرير الأقصى ” يقصد المقاومة المسلحة .

فور توليه قيادة الحركة قام بتنفيذ عدة عمليات ضد المحتل الصهيوني كان أبرزها ” عملية  ميناء أشدود ” التي قتل على إثرها 11 يهودياً وجرح أكثر من 20 وكانت هذه العملية هي الشرارة التي أدت لاغتياله حيث لحق بصديقه ورفيق دربه الشيخ أحمد ياسين بعد أقل من  شهرٍ من استشهاد الأول .

طائرة أباتشي تابعة لقوات الاحتلال

طائرة أباتشي تابعة لقوات الاحتلال

وقد شارك أكثر من نصف مليون فلسطيني في تشييعه ورفيقيه الذين استشهدا معه وصُلي عليه صلاة الغائب في البلاد الإسلامية والعربية وقامت مظاهرات في كل المدن العربية منددة باغتياله !!!

من أقواله:

– الموت آت آت سواء كان بالسكتة القلبية أو بالأباتشي ، وأنا أفضل الأباتشي .

– سننتصر يابوش وياشارون وستعلمون صدق ذلك غداً بإذن الله .

– أرض فلسطين جزء من الإيمان ، وقد أعلنها الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أرضاً للمسلمين قاطبة ، فلا يحق لأحد بيعها أو إهداؤها .

من علامات حسن خاتمته:

يحكي أهله أنه استيقظ يوم اغتياله نشيطاً ثم اغتسل ، وتعطر ، وأنشد النشيد المعروف :

أن تدخلني ربي الجنة

هذا أقصى ما أتمنى

لتكون هذه الكلمات من آخلا ما تكلم به الشهيد وكأنه قد شم رائحة الجنة فانطلق لسانه ينشد بهذه الأبيات على غير عادته .

رحمك الله يا أسد فلسطين وصقر الجهاد وألحقنا بك غير مبدلين ولا خزايا ولا ندامى .