والد الطفل السوري الغريق يروي اللحظات الأخيرة في حياة أسرته باكياً.. بالتسجيل الصوتي

والد الطفل السوري الغريق يروي اللحظات الأخيرة في حياة أسرته باكياً.. بالتسجيل الصوتي

الطفل السوري الذي مات غريقاً أمس و تداولت الصحف العربية و العالمية صوره تعبيراً عن المأساة الإنسانية التي تمر بها سوريا، عبدالله والد الطفل خلال حوار له على إذاعة سورية يروي تفاصيل هروب أسرته عبر الحدود التركية السورية، و أيضاً روى تفاصيل الحادث و غرق ابنه الطفل السوري الذي أثار مشاعر العالم حزناً و أسى على حال أطفال سوريا.

أكد عبد الله خلال حوار له عبر الإذاعة السورية، بأن حادثة غرق المركب الذي كان يركبه مع أسرته هروباً إلى تركيا لم تؤدي إلى وفاة ابنه فقط، بل أشار أن زوجته و ابنه الآخر قد غرقا، مؤكدا بأنه كان يعمل في سوريا عامل بناء بأجر بسيط حتى لا يستجدي أحداً و كانت أخته تساعده في دفع إيجار المنزل الذي كان يقطنه مع زوجته و ولديه.

و أضاف بأن قرر الهروب إلى تركيا مع أسرته ليحصل على حياة أفضل مع عائلته من تلك التي يعيشها في بلاده، مشيراً بأن مهما كانت الظروف صعبة في تركيا لن تكون أصعب من الحياة في سوريا، و قد قام والده و أخته بتأمين مبلغاً مالياً ليستطيع الذهاب بأسرته إلى أوروبا لكنه في كل مرة كان يحاول السفر كانت محاولته تبوء بالفشل.

إلى أن التقى بمهربين أحدهما سوري و الآخر تركي عرضا عليه أن يهرباه مع أسرته إلى تركيا مقابل 4 آلاف يورو له و مثلها لزوجته، و كانا يريدان أن يأخذا ألفين يورو مقابل تهريب الأطفال، لكنه لم يكن يملك نقود، و أشار إلى أنهم كانوا 12 شخصاً على متن القارب الذي هربا خلاله، و بعد عبوره مسافة قصيرة بدأت الأمواج تعلو، و وصف عبد الله حادثة الغرق قائلاً:

 «قفز المهرب التركي إلى البحر ولاذ بالفرار وتركنا نصارع الأمواج وحدنا، انقلب القارب وتمسكت بولديّ وزوجتي وحاولنا التشبث بالقارب المقلوب لمدة ساعة، كان أطفالي لا يزالون على قيد الحياة، توفي الأول جراء الموج العالي، اضطررت لتركه لأنقذ ابني الثاني».

و أكمل عبد الله باكياً بشدة:

«توفي ابني الثاني وبدأ الزبد يخرج من فمه، تركته لأنقذ امهم، فوجدت زوجتي قد توفيت أيضاً، وبقيت بعدها 3 ساعات في الماء إلى أن وصل خفر السواحل التركي وأنقذني».

و أنهى عبد الله كلامه و هو يبكي بشدة طالباً من جميع المسؤولين في العالم و الجهات الحقوقية و الإنسانية، النظر إلى حال أطفال سوريا و عمالها الذين يتقاضون ربع ما يتقاضاه العمال في تركيا، متأملاً من الجهات المسؤولة أن تأخذ حال ابته الغريق و أسرته رمزاً لجميع أطفال وأسر سوريا.

التسجيل الصوتي: